recent
أخبار ساخنة

بين واقعة الميكروباص وحادثة "أكتوبر الجديدة.. كيف نواجه ظاهرة التحرش ولوم الضحية؟

 

بين واقعة الميكروباص وحادثة "أكتوبر الجديدة.. كيف نواجه ظاهرة التحرش ولوم الضحية؟

أفكار حرة تامر نبيل

في ظل تصاعد النقاشات المجتمعية حول قضايا العنف ضد المرأة في الشارع المصري، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا مقاطع فيديو توثق حادثتين منفصلتين أثارتا غضبًا واسعًا. الأولى تتعلق بتهديد فتاتين بسلاح ناري في منطقة "أكتوبر الجديدة"، والثانية توثق واقعة تحرش داخل "ميكروباص".

نسلط الضوء في هذا التقرير على تفاصيل الواقعتين، ونناقش الظاهرة الخطيرة المتمثلة في "تبرير التحرش"، بالإضافة إلى تقديم نصائح قانونية للفتيات حول كيفية التصرف في مثل هذه المواقف.

في ظل تصاعد النقاشات المجتمعية حول قضايا العنف ضد المرأة في الشارع المصري، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا مقاطع فيديو توثق حادثتين منفصلتين أثارتا غضبًا واسعًا. الأولى تتعلق بتهديد فتاتين بسلاح ناري في منطقة "أكتوبر الجديدة"، والثانية توثق واقعة تحرش داخل "ميكروباص". نسلط الضوء في هذا التقرير على تفاصيل الواقعتين، ونناقش الظاهرة الخطيرة المتمثلة في "تبرير التحرش"، بالإضافة إلى تقديم نصائح قانونية للفتيات حول كيفية التصرف في مثل هذه المواقف.
بين واقعة الميكروباص وحادثة "أكتوبر الجديدة.. كيف نواجه ظاهرة التحرش ولوم الضحية؟

بين واقعة الميكروباص وحادثة "أكتوبر الجديدة.. كيف نواجه ظاهرة التحرش ولوم الضحية؟


1. تفاصيل واقعة إطلاق النار في أكتوبر الجديدة

بدأت القصة بتداول فيديو لفتاتين في المرحلة الثانوية، ترويان تفاصيل مرعبة تعرضتا لها أثناء عودتهما من الدروس الخصوصية سيرًا على الأقدام، نظرًا لقلة المواصلات في تلك المنطقة.

  • ووفقًا لرواية الفتاتين، فقد اعترضت طريقهما سيارة ملاكي حاول من بداخلها مضايقتهما أو إجبارهما على الركوب (شبهة اختطاف أو تحرش). وعندما قاومت الفتيات وبدأن في الصراخ والاستنجاد بالمارة، قام أحد الجناة بإشهار سلاح ناري (طبنجة) وأطلق أعيرة نارية في الهواء لإرهابهن قبل أن تلوذ السيارة بالفرار.

الموقف الأمني

يُعد هذا التصرف جريمة ترويع وبلطجة يعاقب عليها القانون، ومن المتوقع أن تقوم الأجهزة الأمنية برصد الفيديو وتحديد هوية الجناة لتقديمهم للعدالة.

2. واقعة الميكروباص.. والجدل حول ملابس الضحية

الواقعة الثانية التي هزت الرأي العام كانت داخل سيارة أجرة "ميكروباص"، حيث فوجئت فتاة بشاب يجلس خلفها يمد يده من بين المقاعد ليلامس جسدها.

  1. قامت الفتاة فورًا بمواجهته والصراخ في وجهه، مما دفع السائق والركاب للتدخل والتوجه به إلى أقرب تمركز أمني (كمين شرطة). ورغم محاولات الشاب إنكار فعلته بحجة أنه كان "يستند بيده"، إلا أن شهادة الحضور ومواجهة الفتاة أكدت سوء نيته.

خطورة لوم الضحية في التعليقات

النقطة الأكثر إيلامًا في هذه الواقعة لم تكن التحرش فحسب، بل ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي. فقد انبرى عدد كبير من المعلقين للدفاع عن المتحرش وتبرير فعلته، مُلقين باللوم على الفتاة بدعوى أن ملابسها (نص كم) أو مظهرها هو السبب.

وهنا يجب التأكيد على عدة نقاط

  • التحرش جريمة لا مبرر لها: ربط التحرش بملابس المرأة هو منطق مغلوط؛ فالإحصائيات والوقائع اليومية تؤكد أن المحجبات والمنتقبات يتعرضن أيضًا للمضايقات.
  • الخلل الأخلاقي: الشخص الذي يبرر التحرش يعاني من خلل في المبادئ، فعدم الاحتشام (من وجهة نظر البعض) لا يمنح أي شخص "رخصة" لانتهاك حرمة جسد الآخرين.

3. نصائح قانونية وإرشادية كيف تتصرفين لحماية حقك؟

الهدف الرئيسي من تسليط الضوء على هذه الجرائم هو التوعية لمنع تكرارها. إليكِ خطوات عملية وقانونية يجب اتباعها حال التعرض لأي مضايقات:

  1. التوثيق سلاحك الأول: استخدمي هاتفك المحمول لتصوير الجاني أو الواقعة (لإثبات الحق وليس لغرض التشهير فقط). الفيديو يعد دليلًا قويًا أمام جهات التحقيق.
  2. لا للصمت: الاستنجاد بالمارة وطلب الشهادة منهم يعزز موقفك القانوني، كما حدث في واقعة الميكروباص.
  3. المسار القانوني هو الحل:
    • لا تكتفي بضرب المتحرش أو توبيخه وتركه يرحل.
    • توجهي فورًا إلى أقرب قسم شرطة أو اتصلي بشرطة النجدة.
    • حرري محضرًا رسميًا بالواقعة. القانون المصري رادع، والعقوبة الجنائية (الحبس) هي الوسيلة الوحيدة لتأديب هؤلاء الأشخاص وردع غيرهم.

الخاتمة

إن أمن المجتمع يبدأ من رفضنا الجماعي لهذه السلوكيات الشاذة، والتوقف عن اختلاق الأعذار للجناة. الفتاة، مهما كان مظهرها، لها كامل الحق في السير بأمان، والتحرش جريمة تقع مسؤوليتها كاملة على من ارتكبها، لا على من وقعت عليه.



author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent